أنقرة ترفض تدخلاً أجنبياً وموسكو قلقة من الوضع في سوريا

أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن العمل جار على تلبية مطالب الشعب وتثبيت الاستقرار في سوريا. ورفضت أنقرة تدخلاً أجنبياً في سوريا. فيما أعربت موسكو عن قلقها إزاء الأوضاع هناك. في وقت اعتبرت لندن أن “قتل المحتجين في سوريا غير مقبول” .

وأكد الأسد خلال استقباله وفداً من وجهاء محافظة الرقة السورية ضم 35 شخصاً أن العمل جار على تلبية مطالب الشعب التي تقدمت بها الوفود التي استقبلها. لتحقيق الأمن والاستقرار وتعزيز الوحدة الوطنية .

وأكد أعضاء الوفد ومن بينهم شيوخ عشائر أنهم لن يسمحوا بنجاح أي مؤامرة تحاك ضد سوريا. مشيرين إلى أنهم حملوا للأسد ثلاثة لاءات: لا للفتن. لا للطائفية. لا للأجندات الخارجية . وأوضحوا في تصريحات صحافية أنهم تقدموا للأسد بمجموعة من المطالب المعيشية والاقتصادية .

في أنقرة. أعلن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو. أمس. أن بلاده ترفض تدخلاً أجنبياً في سوريا وتعتقد أن الأزمة في هذا البلد ينبغي أن تحل في شكل داخلي . وقال في برنامج تلفزيوني كما نقلت عنه وكالة أنباء الأناضول. “علينا أن نسعى إلى تفادي هذا الاحتمال” . وأضاف أن “تدخلاً أجنبياً في بلد مثل سوريا له بنية اجتماعية متنوعة قد تكون له تداعيات مؤسفة” . وتابع داود أوغلو “نعتقد أن من الأهمية بمكان أن تجد سوريا بنفسها حلاً . ثمة فرص لحصول هذا الأمر وينبغي عدم تجاهلها” .

وفي موسكو. ذكر المكتب الصحافي لوزارة الخارجية الروسية أن الممثل الروسي أعرب عن قلق موسكو العميق إزاء استمرار المواجهات في سوريا. وذلك في خطابه خلال الجلسة ال16 الخاصة بمجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في جنيف الذي عقد بطلب من الولايات المتحدة .

وقال المكتب إن روسيا دعت الحكومة السورية إلى إجراء تحقيقات فعالة في كل أحداث العنف التي شهدتها البلاد مؤخراً. مشيرة إلى ضرورة الامتناع عن استخدام القوة ضد المتظاهرين . وذكرت الخارجية الروسية أن موسكو أيدت نهج دمشق في الإصلاحات الديمقراطية. داعية إياها إلى تحقيق الوفاق الوطني عن طريق الحوار السياسي الداخلي. وذلك حسبما جاء على الموقع الإلكتروني لمحطة “روسيا اليوم” الفضائية .

وذكرت وزارة الخارجية في بيان مكتبها الصحافي أن روسيا كانت بين الدول التسع التي صوتت ضد اتخاذ قرار مجلس حقوق الإنسان حول سوريا في اجتماعه الجمعة. وأن عدداً من الدول لم يؤيد فكرة انعقاد جلسة خاصة للمجلس حول سوريا باعتبار ذلك “عملاً مسيّساً وفيه رفض لمبادئ الحوار والتعاون” .

وأشارت الخارجية الروسية إلى أن عدداً من الدول بما فيها روسيا حذرت من مغبة التدخل الخارجي في سوريا. واعتبرت أنه لن يؤدي إلا لمزيد من العنف وقد يشعل حرباً أهلية. بحسب “روسيا اليوم” .

وفي لندن. ندد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بما أسماه “الوضع المخجل وغير المقبول” في سوريا. وذلك في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” . وقال “من المخجل وغير المقبول إطلاقاً أن نرى هذا النظام يقتل هذا العدد الكبير من مواطنيه”. مشيراً إلى “اختلافات” مع الوضع في ليبيا. حيث ينفذ الحلف الأطلسي ضربات جوية . وذكر كاميرون بأنه “في ليبيا طلبت منا الجامعة العربية أن نتدخل والشعب الليبي طلب منا ذلك. وتحركنا بموجب قرار من الأمم المتحدة” . وأضاف “بوضوح علينا القيام بالمزيد في سوريا لزيادة الضغط على النظام ولنظهر في المستوى الدولي أن ما يجري غير مقبول” . وتابع “لقد بدأنا نقوم بذلك مع الاتحاد الأوروبي لكني أعتقد أنه علينا أن نفعل أكثر من ذلك”